ضغوط على الفضائيات للتخفيف من جرعة الانتقادات عبر برامج "التوك شو" وعدم التركيز على مشاكل الشارع المصري
كتب عمر القليوبي (المصريون): : بتاريخ 8 - 4 - 2008
تصاعدت الضغوط الحكومية على الفضائيات المصرية والعربية التي تبث برامجها من مصر مؤخرا، وذلك من أجل التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة للنظام المصري عبر شاشاتها، استنادا إلى وثيقة البث الفضائي التي أقرها وزراء الإعلام العرب ودخلت حيز التنفيذ خلال الأسبوعين الماضيين.
وتستهدف الضغوط التي تعرضت لها بشكل خاص، فضائيات "دريم" و"المحور" و"الحياة" و"أوربت" التقليل من حجم الانتقادات عبر برامج "التوك شو"، مثل "صباح دريم" و"العاشرة مساء" و"90 دقيقة" و"القاهرة اليوم"، وتقليل عدد الساعات المصورة بالشارع المصري، وعدم تسليط الضوء بقوة على المشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري.
وواجهت تهديدات بوضع عراقيل أمام هذه القنوات والتباطؤ في استخراج تصاريح أمنية لعملها أو تقاريرها المصورة، إذا لم تلتزم حرفيا بهذه التعليمات، ووثيقة البث الفضائي العربي التي أقرها وزراء الإعلام العرب وتحفظت عليها قطر.
وقد التزمت تلك القنوات بالتغطية الهادئة ليوم الإضراب وما رافقه من تظاهرات خلال هذا الأسبوع، وبعد أن حالت السلطات الأمنية المصرية دون وصول كاميرات الفضائيات إلى أماكن بعينها، وهددت القائمين عليها بإجراءات عقابية في حال عدم التزامها بالتعليمات.
وصدرت توجيهات إلى الفضائيات بالتوسع في استضافة شخصيات سياسة وإعلامية مقربة من النظام المصري للدفاع عن سياساته، وهو ما بدا ملحوظا بشكل لافت في الفترة الماضية في الكثير من البرامج الحوارية والتغطيات.
ويتوقع في ضوء ذلك أن تلجأ عدد من القنوات الفضائية إلى دول عربية أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة للبث من المناطق الحرة في أبو ظبي ودبي، لتلافي الضغوط الشديدة التي تعاني منها في مصر، أو البث عبر أقمار صناعية مثل الـ "هوت برد" وهو ما يجعلها خارج سيطرة وثيقة البث الفضائي.
وحذر خبراء في مجال الإعلام وسياسيون من أن خفض سقف الحرية الذي كانت تتمتع به الفضائيات المصرية والذي استطاع أن يجذب المشاهد المصري إليها قد يدفعه إلى الانصراف إلى فضائيات عربية أخرى.
وحذر الدكتور صفوت العالم أستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة من أن وضع قيود شديدة سيجعل الفضائيات تخرج من ساحة المنافسة لصالح قنوات أخرى تحمل أجندات غامضة، كما أن ذلك يهدد باستمرارها الحفاظ بشكل نسبي على هوية هذه الأمة.
وأشار إلى أنه يلاحظ منذ مدة تصاعد الضغوط على القنوات الفضائية وانحسار مساحة الحرية المتاحة لها وهو ما يهدد بحريتها بشكل كبير.
وهو الأمر الذي لاحظه أيضا الدكتور أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية، مشيرا إلى تراجع كبير في مساحة الحرية التي كانت تتمتع بها براج "التوك شو" بعد إقرار وثيقة البث الفضائي التي وافقت عليها الدول العربية باستثناء قطر.
وحذر من أن هذه الوثيقة تحمل في طياتها كارثة على القنوات الفضائية حيث ستسهم في تراجع نسبة المشاهدة والإعلانات، مع تراجع تفاعلها مع نبض الشارع، ووضع خطوط حمراء على معالجتها، وهو الأمر الذي يهدد بكارثة لهذه القنوات على الإعلام الفضائي العربي بشكل عام.
يذكر أن الشركة المديرة للقمر الصناعي المصري "نايل سات" المملوكة جزئيا للحكومة المصرية أوقفت مؤخرا بث قناة "الحوار" من دون إعطاء مهلة لإدارة للإعلان عن ذلك وتوجيه المشاهدين لكيفية مشاهدتها علي أقمار "هوت بيرد" و"اتلانتيك بيرد" و"عرب سات"